الخميس، 7 أكتوبر 2010

سياحة في عالم الجنّ



 بسمه تعالى
منذ خلق الله الإنسان وصوّره وفطره وأنعم عليه بالعقل و حباه بشتى القابليّات والملكات والإمكانات التي لا حدود لها، فإنّ هذا الكائن العجيب لم يتوقف عن البحث والتنقيب وسبر أغوار النفس والطبيعة والكون لاستكشاف العوالم المجهولة عنه وما أكثرها...
و يعتقد معظم علماء النفس بأن للنفس البشرية أبعاد أربعة يكون كل منها مبدأ لآثار ونتائج معينة.
وهذه الأبعاد هي :
1- البعد الخلقي المتمثل في حب الخير و النزوع إلى أعمال البر و المعروف ، وهو مبدأ القيم و  الأخلاق الفاضلة.
2- البعد المعرفي: المتجسد في حب الاستطلاع  و اكتشاف الحقائق ، وهو مبدأ و أصل لخلاقيّة الإنسان في شتى العلوم و المعارف و لولاه لما تقدم في هذه المجالات.
3 - البعد الجمالي: المتجلّي في عشق الإنسان للجمال و التناسق و الكمال، مما جعله مبدعا خلاقا في شتى الفنون.
4- البعد الديني (أو الروحي): وهو تعبير عن شوق الروح الإنسانية إلى مبدأ الوجود و تعلقها به. وهو يدعو إلى الاعتقاد بوجود عالم آخر وراء عالمنا يستمد منه هذا الأخير وجوده و بقائه، و أن حياة الإنسان بكل خصوصياته و خصائصه مرتبطة بذلك العالم مستمدة منه قائمة به.
إنّ ملكة حبّ الاستطلاع واكتشاف الحقائق تعد بعدا أصيلا في الإنسان ، ولذلك نراه، أحيانا ، يضحّي بأغلى ما عنده من مال ونفس في سبيل التوصّل إلى كنه وحقائق وقوانين الظواهر والأشياء في عالم النفس والطبيعة والكون..
ومن هنا كان البحث الذي يستهدف إشباع نهم الإنسان من العلم والمعرفة، ويساعد على استكشاف العوالم المخفيّة عليه، عملا مشروعا بل ممدوحا عقلا وشرعا.
وفي هذا الإطار يأتي مشروع هذه الرحلة الاستكشافية الفريدة ،كخطوة بسيطة ربّما تُضاف إلى جهود الإنسان ومحاولاته المستمرّة والدؤوبة في التعرّف على بعض العوالم المخفيّة عنه ،ومنها عالم الجنّ والشياطين ، الذي لا يزال يكتنفه الكثير من الغموض واللبس إلى الدرجة التي نسجت من حوله القصص الغريبة والأساطير..
على أنّ هذا البحث لم يأت من فراغ ،ولا لملأ وقت ،ولا طلبا لمجد، ولا جريا وراء شهرة ،ولا بحثا عن تميّز بالخروج عن المألوف...
وإنّما هو عبارة عن قصّة لرحلة حقيقية واقعية لا متخيّلة ولا متوهّمة ولا مختلقة، وإنّما هي من صميم الواقع المعاش..ولا يخدش في ذلك غرابتها ولا كيفيّتها ولا ما انتهت إليه..وإنّما العبرة في نتيجتها و قيمتها العلميّة والمعرفيّة وما يمكن أن تضيفه على هذا الصعيد.
هذا ولا يظنّن ظان بأنّي قد قصدت هذه الرحلة أو خططت لها أو سعيت وراءها أو بحثت عنها ، وإنّما العكس هو الصحيح، (كما سيتبين لاحقا)،فهي التي اقتحمتني واستولت عليّ واستهلكتني واستغرقت مرحلة هامّة من عمري( أكثر من 10 سنوات)، ولا زالت مستمرّة ولا أدري متى وكيف وأين وبأي ثمن ستنتهي...؟؟؟
هذه الأسطر المتواضعة إذن، ليست قصة أو أقصوصة من صنع الوهم أو من نسج الخيال،بل هي رحلة حقيقية من صميم الواقع .ولا تختلف في ذلك عن أي رحلة استكشافية أخرى لا من حيث الهدف ولا من حيث الوسائل والأدوات.
ولقائل أن يقول:
وما حاجتنا لمثل هذه البحوث ..؟ 
ألا يعد ذلك ضربا من ضروب (الرجم بالغيب)أو بابا من أبواب الترف (الفكري)..أو نوعا من أنواع اللهو ؟ ..ثم ألا يوجد نهي شرعي عن ولوج مثل هذه العوالم..؟..وعلى افتراض عدم وجوده، ما هي الثمرة والفائدة المتوخاة من ورائه...؟
وللجواب على ذلك، أقول:
1-    بأنه ما من نهي شرعي وارد في المقام،وإنما النهي ورد حول أمور أخرى كالشعوذة والسحر والتنجيم، وكل ما يؤدي إلى الشرك والاستعانة بغير الله عز وجل.
2-    ثم إن من أهداف هذا البحث، إزالة اللبس والغموض الذي اكتنف هذا العالم ومحاولة إظهاره بصورة واضحة جلية، أقرب ما تكون إلى الحقيقة، لأن الجهل به قد أدى إلى نتائج سلبية عديدة،منها:
انتشار الأساطير والسحر والشعوذة على نطاق واسع.
وقوع الخلط والاشتباه بين عالمي الجن والشياطين والنظر إليهما وكأنهما شيئا واحدا،في حين أن المسافة بينهما لا تقل عن المسافة بين الإنس والجن وعالميهما.
النظر إلى الموضوع بتطرف تراوح بين الإفراط والتفريط، أو بين التصديق المبالغ فيه والتكذيب. في حين أن خير الأمور الوسط  (وهذا ما سنحاول إثباته في هذا البحث إن شاء الله تعالى).
 إن أهم ما يميز هذه الرحلة العلمية والمعرفية، هو:
- عفويتها، لأنها لم تأت نتيجة تخطيط أو اهتمام خاص أبديته تجاه هذا العالم وأهله، بل بالعكس، فلقد كانت اهتماماتي بعيدة كل البعد عن هكذا مواضيع..
ورغم ذلك فلقد وجدت نفسي في خضم رحلة إسكشافية عجيبة لم أخطط لها ولم أفكر في خوضها يوما من الأيام..
-   صدقيتها،إذ أن كل ما ورد فيها هو من صميم الواقع والحقيقة.ولم أتصرّف سوى في بعض الأسماء والأماكن حفاظا على خصوصيات أصحابها وحرصا على حساسية مكانتهم وموقعهم من عالمهم..
-   بساطتها، إذ أنني لم أستعمل فيها الأساليب الأدبية الجميلة ولا المحسّنات البديعية الخلابة ولا الكلمات الفخمة و الفضفاضة.بل حرصت على أن تكون الألفاظ قليلة، بسيطة، وافية بالمعنى، دون السقوط في الإطناب الممل أو الإيجاز المخل..
يتكوّن هذا البحث من قسمين:
الأول: عبارة عن مدخل نظري يتضمّن دراسة حول عالم الجن والشياطين بين الفلسفة والعلم والدين.
والثاني: (وهو جوهر الموضوع) عبارة عن سياحة في عالم الجنّ، تتضمّن تفاصيل وافية عن الرحلة وحيثيّاتها و نتائجها.
وهكذا فإنّ البحث بشقيّه النظري والعملي يّشكّل وحدة موضوعيّة متكاملة تسعى إلى التعرّف على هذا العالم الغريب والعجيب باستعمال الأدوات المعرفيّة المقبولة عقلا ونقلا.
على أنّني لا أدّعي فيما توصّلت إليه ولا في ما جمعت من حقائق حول هذا العالم ، أنّي قد أصبت كبد الحقيقة أو جوهر المعرفة ،أو أنّي قمت بعمل غير مسبوق، وإنّما هي محاولة متواضعة قد تخطأ وقد تصيب ، ولكن يشفع لها صدقها وحرصها على تقديم أكبر قدر من الإضافة حول هذا الموضوع المثير لأنواع القصص الخيالية والأساطير..
وأنا لم أقصد فيما ذهبت إلى التشجيع أو الترويج لهذا النوع من البحوث أو اللون من المواضيع، إذ أنّ للأمّة من الهموم والمشاكل والشواغل ،ما يكفيها وربما يغنيها حتى عن التفكير في أوضح الواضحات ممّا بين أيديها وما خلفها ، ممّا يقع تحت طائلة حواسّها ، فضلا عمّا خلف ذلك ..!
على أنّني لا أقول بأنّ مثل هذه البحوث لا طائل من ورائها ولا فائدة ترجى، لأنّها لا تقدّم لنا ثمرة عمليّة نستفيدها في حياتنا الكأداء المليئة بالهموم وألوان التحديات، بل بالعكس ،وكما سيظهر في طيات الرحلة، أنّها ستثبت بأنّنا لسنا وحدنا في هذا العالم وإنّما لنا شركاء وجيران نتقاسم معهم الآمال والآلام وحتى الهموم والتحديات وتجمعنا بهم وحدة المصدر والمصير..
وأخيرا أتمنى لكم متابعة طيّبة لهذه الرحلة العجيبة التي أرجو أن تنال إعجابكم ورضاكم..
كما أنّني أسجّل هنا امتناني ، سلفا، لجميع من يرشدني لما في هذا البحث من مآخذ ونواقص وهنات ورحم الله إمرء أهدى إليّ عيوبي .. ولاحول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم..

ملاحظة: البحث لا يزال في طور الإنجاز، ولكن رغبت في نشر هذه المقدمة لسببين أو غرضين على الأقل:
1- حتى أحفّز نفسي وأستعجلها بل وأحرجها للإسراع في إتمام هذا البحث.
2- لمعرفة آراء القرّاء وردود أفعالهم، ممّا قد يثنيني أو يشجعني على المضي في إتمام هذا المشروع.



الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

مقالات

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..
و بعد:  
فإنّ هذه الورقات المتواضعة هي مجموعة من المقالات والبحوث القصيرة، كتبت في أزمنة وأمكنة مختلفة،  في مواضيع شتى، وقد قمت بجمعها ضمن باقة واحدة، لأضعها بين أيديكم عسى أن تنال رضاكم..فأرجو أن أكون قد وفقت في ذلك وان يغتفر لي القارئ الكريم النقص الذي قد  يلوح هنا أو هناك راجيا منه أن ينبهني عليه لتلافيه..
                                                             I.            مقالات صحفية

مقال عدد1:     صحافة الفتنة

(ردّ هادئ و موضوعي على ما ورد في بعض الصحف التّونسية حول ظاهرة التشيّع)


دأبت بعض الصحف التونسية، منذ مدّة، على شنّ هجمة شرسة و مبرمجة على ما سمّته بظاهرة التشيّع، مشتغلين في ذلك جهل المخاطب المحلّي، و تعاطفه مع بعض الأحداث الدّولية الّتي من أبرزها الوضع المتدهور في العراق، و حادثة إعدام صدّام.
و لعل هذا التعاطف له ما يبرّره، لا سيما و أنّ التشيّع المحلّي حسّاس جدّا لما يحدث في المنطقة و العالمين(العربي و الإسلامي)..
لكن المثير في الأمر، حقّا، هو محاولة هذه الصّحف توجيه هذا التعاطف العفوي و البريء و التلقائي لتحقيق مآرب أخرى غير بريئة و إن لم تكن مقصودة لو أحسنا الظن، لعل من أهمّها إحداث حالة من الفتنة و الاضطرابات الدّاخلية المجهولة العواقب. و ليت الأمر كان مجرّد تساؤلات أو تخوّفات أو إثارات فكرية أو علمية طرحت في هذه الصحف برسم الإجابة، لكنها  و في معظمها، عبارة عن تهويل و تخوين و سباب و شتائم نتعفف عن ذكرها.
و من حقّنا هنا أن نتساءل عن الأسباب و الدّوافع الكامنة وراء مشروع الفتنة هذا. إذ أنّ البلاد و العباد عندنا لها من الهموم و الاهتمامات و المشاغل و الشواغل ما يغنيها عن مشاريع الفتنة (استيرادا و تصديرا).
إنّ التساؤل عن مبرّرات هذا المشروع، ليست مشروعة فحسب، بل هي ضرورة وطنية و شرعية. و دلك انطلاقا من الحرص على الأمن و الاستقرار الأهلي. و إنّ محاولة جر الفتنة إلى هذه البلاد تعدّ جريمة بجميع المعايير..
و لا نبالغ إذا قلنا بأنّ هناك أطرافا دوليّة تحرّك خيوط الفتنة تخطيطا و تمويلا و تنفيذا..
و إنّ الاعتقاد بأنّ هذا المشروع يصبّ في مصلحة الدّولة يعدّ خطأ إستراتيجيّا كبيرا بل فادحا..
إذ أنّ المصلحة العليا للدولة تكمن في المحافظة على شعبها بجميع مكوّناته و أطيافه. و إنّ الاعتقاد بعكس ذلك يعدّ ضربة لمشروع الدّولة من أساسه .و مهما يكن من أمر فلن نسترسل في هذا الحديث و نترك الأمر لأهله ممن لهم الغيرة على المصلحة العليا..
و في سياق الردّ على ما ورد في هذه الصحف (المشبوهة) نكتفي هنا بذكر بعض الملحوظات:
1- إنّ التشيع في تونس و بلاد المغرب، يعدّ أصيلا. و إنّ أصالته لا تقل عن أصالة هذه البلاد في عروبتها و إسلامها، إن لم يكن أكثر..
2- إنّ التشيّع في هذه البلاد يعدّ جزءا لا يتجزّأ من مكوّناتها الثقافية و الدّينية و الحضارية.
3- إنّ الإدّعاء بأنّ التشيع ظاهرة دخيلة في هذه البلاد و ما حولها يعدّ جهلا بالتّاريخ و الجغرافيا معا..
4- إنّ الإدّعاء بأنّ التشيع في تونس إيراني أو عراقي المنشأ أو غير ذلك يشبه القول بأن التسنن سعودي أو أفغاني أو ما إلى ذلك من السخافات...
5- إنّ التشيع في حقيقته ذو بعدين(عاطفي و مذهبي):
ا- التشيّع العاطفي: يتمثل في حب الرّسول(ص) و أهل بيته(ع) امتثالا لأمره تعالى:".. قل لا أسألكم عليه  أجرا إلاّ المودّة في القربى." (الشّورى الآية 21)
ب- و التشيّع المذهبي: يتمثل في طاعتهم(ع) و إتّباعهم و الإقتداء بهم. عملا بقوله تعالى:
" إنّما وليّكم1 الله و رسوله و الّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة و يؤتون الزّكاة و هم راكعون" (المائدة 57)       
و قول الرسول (ص):
"إنّي أوشك أن أدعى، فأجيب، و إنّي تارك فيكم الثّقلين: كتاب الله عزّ و جلّ و عترتي. كتاب الله حبل ممدود من السّماء إلى الأرض، و عترتي أهلي بيتي، و إن اللّطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما"2
و قوله (ص):
"ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق"3
و قوله(ص): " النّجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، و أهل بيتي أمان لأمّتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب، اختلفوا فصاروا حزب إبليس"3
و قوله (ص) : "..فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه..."5
و قوله (ص): "..يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ألاّ أنه لا نبي بعدي "6
و هناك آيات و روايات أخرى كثيرة لا يتّسع المجال لذكرها. فمن شاء فليراجعها في مظانها.
6- إنّ التشيّع العاطفي كان و لا يزال السمة العامّة البارزة في هذه البلاد منذ الفتح الإسلامي و إلى الآن. ما خلا نزرا قليلا من الخوارج و النّواصب ( و هم الّذين يتجاهرون ببغض علي(ع) و أهل بيته(ع)).
أمّا التشيّع المذهبي فقد كان سمة بارزة و عامّة فيما مضى إبّان الحقبة الفاطميّة. أمّا اليوم فهو لا يزال موجودا كجزء من مكوّنات هذه البلاد و تراثها و حضارتها.
و إنّ الإدّعاء بأنّ التشيّع قد اندثر مع أفول الدّولة الفاطمية يعدّ لغوا من القول و تحكم 7  . إذ أنّ التشيّع في بلاد المغرب يعدّ سابقا لقيام الدّولة ( الفاطميّة) و لاحقا لها. و بالتالي فهو غير مرتبط بها لا نشوءًا و لا بقاءً.
7- إنّ التشيع اليوم في تونس، و هو يتلمّس طريقه كإحدى مكوّنات المجتمع المدني، يعدّ ظاهرة حضارية و صحّية تعيد للمجتمع عافيته و توازنه و حيويته و انفتاحه.
و إنّ انزعاج البعض من هذه الظّاهرة يعدّ تعصّبا بل تطرّفا فضلا عن كونه بلا مبرّر أو سبب عقلائي..
8- إنّ الحملات الأخيرة الّتي شنّتها بعض الصحف التّونسية على التّشيع ربّما أسهمت في إبراز هذه الظّاهرة و زيادة انتشارها. و كما يقال (ربّ ضارّة نافعة).
9- إنّ التشيّع التّونسي إذا صحّت التسمية يعدّ جزءًا لا يتجزّأ من تركيبة المجتمع التّونسي بجميع مكوّناتها و هو عامل إثراء و إنماء و وحدة. و هو متجذر في أعماق النّاس و وجدانهم يشهد على ذلك عاداتهم و تقاليدهم و تراثهم.
10- إنّ التعبير العلني عن هذا التشيّع يعدّ دليلا على جدوى سياسة الانفتاح و التنوّع المذهبي و الثّقافي و الاستيعاب الايجابي (و الحضاري) لمكوّنات المجتمع المدني..
و إنّ من يدعو إلى تهميش هذه الشريحة الهامّة بدعوى الخوف من الوقوع في الفتنة المذهبية إنّما يدعو إلى إلغاء الماضي و الحاضر و مصادرة المستقبل ( و إنّما هي كلمة حق أريد بها باطل)...      
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)  الولي هنا بمعنى الأولى بالأمر و التصرّف.
و ولاية الرسول(ص) و الأئمّة(ع) من أهل بيته هي من سنخ ولاية المولى عز و جل. بدلالة الحصر و العطف. كما أنّها تدل على عصمتهم(ع). و المجال هنا لا يتسع إلى التفصيل فليراجع من شاء في مظانه.
(2)  أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج3 ص17و26/ كنز العمّال ج1 ص47 الحديث 945.
(3)  أخرجه الحاكم بالإسناد عن أبي ذر (المستدرك ص151)
(4)  أخرجه الحاكم بالإسناد عن ابن العبّاس (المستدرك ص 149).
(5)  مسند أحمد بن حنبل ج1 ص 119/ كنز العمّال ج15 ص151خ430/ فرائد السمطين ج1 ص69.
(6) أخرجه صاحب الجمع بين الصّحاح الستّة في مناقب علي. و صاحب الجمع بين الصّحيحين/ و صحيح البخاري (باب غزوة تبّوك)/ و صحيح مسلم(باب فضائل علي)/ و سنن ابن ماجة/ و مستدرك الحاكم/ مسند الإمام أحمد ابن حنبل/ و آخرون... 
(7) أي قول بلا دليل.



مقال عدد2:    غوغاء الصّحافة أم صحافة الغوغاء
 

منذ فترة تطالعنا بعض الصّحف المحلّية بأخبار غريبة و تحاليل أغرب و مرثيّات و شتائم لبعض الشخصيّات الّتي
 كانت بالأمس القريب، و على نفس الصّفحات رموزا بل أبطالا و قيادات و قوميّة...
إننا، في الواقع، لم نعهد من هذه الصّحف قدرا من الموضوعية أو من المصداقيّة ما يجعلنا نستغرب هذا التحول..
إلاّ أن الأمر قد زاد عن حدّه هذه المرّة إلى درجة توحي بوجود مخطط مدروس و مدفوع الأجر مسبقا..
و إننا إذ ننأى بالسلطات المحليّة عن مثل هذا الأمر، فإننا لا نستبعد أن يكون ذلك من صنع زعيمة العولمة و تدبيرها و تمويلها. لا سيّما و أن أغلب الصّحف المذكورة تعاني من ضائقة ماليّة مزمنة بسبب الأوضاع الاقتصادية و حالة الإفلاس
الّتي لازالت تتخبّط فيها إلى درجة قد توحي بأنّها صحافة غوغاء لا صحافة عقلاء..
فإلى متى يبقى هذا الحال من التردّي و البؤس..؟   


مقال عدد3: ردا على مقال
("الشيعة وإيران": صحيفة كل الناس العدد 1023 السبت 4/10/2008)

²....فلننتبه جميعا ونلازم الحذر واليقظة الدائمة لنتقي شرهم نحمي أنفسنا وشبابنا ونحميه من كل المغالطات ...²!
هكذا ختم السيد  (x) مقاله في الصحيفة المذكورة ...
ولعمري لماذا أخفى اسمه ؟
أهو خوفه من الفضيحة بعد أن انكشف أمره بسبب هذه الترهات والأكاذيب ؟ أم هو  خشيته من الملاحقة القضائية بتهمة القذف والافتراء والكذب ؟
أم هو حرصه على الصحيفة كي لا ينفضح أمرها وتبدو سوأتها وتظهر حقيقتها كبوق من أبواق الإعلام المعادي ؟
وعلى كل فإننا نكرر مع صاحب المقال ضرورة الإنتباه والحذر واليقظة لكن هذه المرة من أعداء الأمة الحقيقيين وأعوانهم في الداخل والخارج..
إن ما أقدمت عليه هذه الصحيفة سيئة السمعة والصيت والشكل والمضمون والظاهر والباطن إنما يدخل في خانة الفتنة والكيد للأمة في دينها ودنياها وعروبتها وقضيتها ورموزها وقادتها.
ومن الواضح أن أعداء الأمة وإن استطاعوا تمرير بعض سمومهم والتسويق لبعض أكاذيبهم وافتراءاتهم عبر بعض أدواتهم وأبواقهم فإن الأمة لهم ولأعوانهم بالمرصاد..
وإن هؤلاء الرموز الذين حاولت الصحيفة استنقاصهم والاستهزاء بهم لم يزدهم ذلك إلا رفعة وعظمة وشموخا في الدنيا والآخرة. كيف لا وهم صناع عز الأمة ونصرها ومجدها وشرفها وأملها في غد مشرق إن شاء الله،
ولأجل ذلك كانوا عرضة لألسن وأقلام هؤلاء الأقزام من بقايا الاستعمار القديم والحديث ممن باعوا ما تبقى من إنسانيتهم بثمن بخس واستحقوا بذلك سخط الخالق والمخلوق..
وكأني بلسان حال هؤلاء العظماء كالنخلة عندما خاطبتها بعوضة بقولها :
تمسكي فإنني سأطير عنك.
فأجابتها النخلة بكل ثقة : أنا لم أشعر بك حين نزلت فكيف أشعر بطيرانك ؟
أما ما ورد في المقال المذكور من هراء وهذيان حول إيران فهو مردود لأكثر من سبب:
 أولا: لأن الثورة الإسلامية في إيران بما تمثله من عمق وقيمة و مكانة عظيمة و راسخة في قلوب المؤمنين و المسلمين و الأحرار في العالم، هي أكبر و أعظم من أن تنالها ألسن و أقلام الحاقدين و المأجورين من العرب والمستعربين من الصهاينة و المتصهينين من أعداء الأمة و الدين .
ثانيا: لأن إيران ثورة ودولة كانت ولا تزال نعم الداعم و الناصر والمعين لجميع قضايا أمّتنا و ديننا بل و جميع المستضعفين والمظلومين في العالم، تشهد لها سوح المقاومة والجهاد الحقيقيين لا سيما في لبنان و فلسطين.
ثالثا : إن التطاول على مقام المقاومة الإسلامية في لبنان و قادتها لم و لن يزيدها إلا قوة و عظمة و شموخا.
وإن  ما فشل فيه أعداؤها في ساحات الحرب والقتال لن يستطيعوا تحقيقه في ميدان السياسة والإعلام المشبوه والمأجور.
وإن التناغم بين تهديدات قادة العدو الإسرائيلي وبين صنائعه وأعوانه داخل الوطن العربي وخارجه لهو أكبر دليل على أن أمتنا تواجه اليوم هجمة شرسة وخطيرة تحاول تهميشها وإذلالها وتضليلها وتزييف الحقائق من بين يديها ومن خلفها
وإن ما ورد في صحيفة² معاريف² التونسية أو كل الناس  إنما هو حلقة ضمن هذا المخطط  المتكامل والمدفوع الأجر مسبقا وذلك بهدف زعزعة ثقة الأمة برموزها وقادتها وبعدالة قضاياها حتى تصبح ريشة في مهب الرياح ,تتقاذفها أيدي أعدائها وألسنتهم وأقلامهم إلى حيث الهلاك والضياع والخسران واللامان ..
وحري بكل ذي لب وعقل ودين وضمير حي أن يهب ويغضب لله ورسوله ودينه ,لأن من اجترأ على هذه المقامات الشامخة ليس بعيدا أن يحاول الذهاب إلى ما هو أبعد أو التصويب على ما هو أقدس ..
وإذا لم يغضب المرء لهذا ولغيره فمتى بالله يغضب ؟؟؟
إن الوتر الطائفي الذي حاولت الصحيفة المشؤومة إثارته واللعب عليه بعد أن فشل أولياؤها (من الأمريكيين والإسرائيليين والتكفيريين ) في تحريكه والضرب عليه لهي محاولة يائسة ومدانة ومحكومة بالفشل والخسران مسبقا ..
وذلك لعدة أسباب منها :
1_ أنه لا فرق جوهري بين التشيع والتسنن سوى في قاموس الأعداء ومخططاتهم وإن التشيع بمعنى حب أهل البيت وموالاتهم وإتباعهم يعد معلما بارزا في تاريخ أمتنا وجزءا لا يتجزأ من ماضيها وحاضرها ومستقبلها إن شاء الله ..
وإن الظلم والإقصاء الذي تعرض له الشيعة عبر التاريخ كان نتيجة إصرارهم على التمسك بمبادئ الدين الحنيف ومحافظتهم عليه من عبث العابثين..
ولولا ثباتهم وجهادهم وتضحياتهم لتغيرت معالم الإسلام المحمدي الأصيل ولأصبحت أثرا بعد عين ..
وما أشبه اليوم بالأمس فإن الظلم لا يزال مستمرا ضد الشيعة وبأشكال  وأساليب مختلفة
فهاهم أعداؤهم يصرون على الإفتراء والتحامل عليهم بما يبرئهم منه الواقع والتاريخ لكن بالمقابل فإن قافلة التشيع أو الإسلام الأصيل تواصل سيرها الحثيث نحو غاياتها وأهدافها العظيمة والسامية غير عابئة ولا مبالية ولا مكترثة بما حولها من الإفتراءات والأراجيف*
2_ إن التشيع يعد ظاهرة أصيلة في تاريخ الإسلام وإن محاولة ربطه بإيران لهو ظلم وجهل واضح بل فاضح بالتاريخ والجغرافيا معا وإن التشيع في تونس خصوصا وبلاد المغرب عموما يعد معلما بارزا في تاريخ هذه المنطقة من العالم بل إن البعض يعتبره من ميزاتها وخصائصها ومكوناتها الحضارية والثقافية والإنسانية وهو جزء لا يتجزأ من ثقافتها وتاريخها حتى قبل أن تصبح إيران شيعية
وهو مع ذلك أعمق وأرسخ من أن تهزه العواصف فضلا عن أراجيف معاريف التونسية وتحذيراتها .
وأخيرا ، ورغم أن المقال المذكور لا يستحق مثل هذا الاهتمام أو الرد أو حتى مجرد التعليق لأنه يفتقر إلى أدنى درجات الموضوعية فضلا عن الأمانة والمهنية الصحفية وهو مع ذلك لا يمت إلى الحقيقة بأية صلة بل يعكس جهلا و عداء دفينا للإسلام و المسلمين و لا يصب إلا في مصلحة أعداء الأمة و الإنسانية .
و هو يأتي في سياق الحملة الصهيوأمريكية على الشيعة بعد البطولات التي سطروها و الإنتصارات التي أحرزوها نيابة عن الأمة وباسمها، و على أكثر من صعيد ..،
و رغم أني لا أستبعد أن يكون المقال مدفوع الأجر سلفا سواء من قبل الدوائر الإستخباراتية الأمريكية أو الصهيونية، أو من قبل وكلائهم في المنطقة..
و رغم أن مثل هذا العمل ليس غريبا عن القائمين على الصحيفة ولا عن الفكر الذي يعتقدونه و لا عن التيار الذي ينتمون إليه..
كيف لا وهو يختزل جميع عناصر الهزيمة و أسبابها و ثقافتها..
لكن رغم ذالك، فاني و جدت نفسي ملزما شرعا و قانونا على إيراد أو كتابة هذا التعليق البسيط حتى لا يمر الموضوع بدون ردّ..
علّني بذلك أقدّم اعتذارا و لو متواضعا إلى :
الحقيقة أوّلا، وهي التي سعت الصحيفة المذكورة لطمسها و تشويهها و تزيفها و تحريفها إرضاء لأسيادها و أولياء نعمتها من الأعداء و الحاقدين،
ثم للجمهورية الإسلامية في إيران و هي التي كانت ولا تزال بمثابة الشجرة المباركة، أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها..
ثم للمقاومة الإسلامية بلبنان ولشعبها و لقائدها العظيم..
وهي التي أعادت للأمة الأمل بالنصر و الثقة بالنفس بعد سنوات عجاف مريرة و طويلة من الهزائم و النكسات..
فإلى هؤلاء جميعا أقدّم اعتذاري..
و أختم بقوله تعالى:
²يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين² *
                                                            صدق الله العلي العظيم
                                                              

تونس في7/10/2008

  
                                                                                                                                                           II.            ما قل ودل
 (مجموعة مقالات قصيرة موجهة لمشتركي الفيس بوك)

ما قل ودل (01):الانتخابات العراقية إلى أين..؟
أكد عدد كبير من المراقبين والمحللين والمراسلين المحايدين ،بأنّ الانتخابات الحالية لن تأت بأي مفاجآت تُذكر على مستوى توزيع المقاعد بين الكيانات المتنافسة، وأن التنافس الأكبر يكاد ينحصر بين اثنين ،وهي قائمة الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون .
ولكن بالمقابل فإن مرشّحي محور الاعتدال العربي ( وعلى رأسهم الثلاثي :علاوي وجمال الدين والهاشمي)،لم يقصّروا في استخدام كافة الوسائل الدعائية المشروعة وغير المشروعة،لفرض واقع جديد ربّما ظنا منهم بأنّ العراقيين ربّما تناسوا ماضي هؤلاء البعثي وتوجهاتهم المريبة حاليا..
وبين هذا وذاك يبقى الشارع العراقي مسرحا للرسائل الدموية ،التي آخرها هذا الصباح في النجف الأشرف، وذلك من قبل جهات مشبوهة ،ربما تكون غير بعيدة عن المحور الصهيو- أمريكي وهابي ،الذي يسعى بكل إمكاناته للحيلولة دون فوز القوائم المدعومة من المرجعيّة ..
وهكذا فإنّ الساعات القليلة المقبلة تبقى مرشحة للمزيد من التصعيد الدموي والإعلامي من قبل  ماكينة المحور المذكور الذي دخل الميدان بكل قواه الظاهرة والمخفية..وما خفي كان أعظم..

ما قل ودل(02): المسجد الأقصى ضحيّة الاعتدال العربي.. !
ليس من الغريب ،لمن يعرف الكيان الصهيوني ،أن تأتي اعتداءاته الأخيرة بحق المصلين ومحاولة اقتحامه المسجد الأقصى ،كرد على القرار العربي باستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ولكن الأغرب هو هذا الإصرار العربي على هذا النهج الذي أثبت فشله وإفلاسه،ممّا يوحي بأنّ النظام الرسمي العربي يسعى للإبقاء على الوضع الراهن، لأنّه يخشى استحقاقات  المرحلة القادمة ،فكيف سيعيش زعماؤنا بدون إسرائيل...؟




ما قل ودل (03): نعي النظام الرسمي العربي..حقيقة أم خيال..؟
ذات يوم طلب منّي أحد الأصدقاء إعداد مرثيّة خاصة ننعى بها مريضا عليلا يلفظ أنفاسه الأخيرة،وقد أوشك أن يموت حتف أنفه ،ويمضي إلى غير رجعة ،غير مأسوف عليه.
فسألته، مستنكرا:وما هي مواصفاته ومكانته وموقعه ودوره، حتى نرثيه بما هو أهله..؟؟؟
فأجاب مستهزئا،بأنّه يُفترض بأن يكون في القمّة لكنّه اختار الهاوية،وأنّه اشترى العاجلة بالآجلة،واستبدل العزّ بالذلّ،والشرف بالوضاعة،والكرامة بالحقارة،والرفعة بالنذالة،وأنّه قد خان الأمانة ،وتنكر للرسالة،وفرّط في الحقوق،وباع القضيّة،،وأنّه فرّار غير كرّار،مستبد،أرعن ،جبان،وأنّه..وأنّه..
فقاطعته،مستغربا:لا أظنّك ،يا صديقي،تقصد النظام العربي..؟؟؟
فأجاب، مبتسما، هو ذاك، بل هو عينه..
حينها ،نظرت حولي ومن فوقي ومن تحتي ،ومضيت مسرعا إلى حال سبيلي ..


ما قل ودل (04): نعي النظام العربي الرسمي....(تتمة)
في إحدى الليالي رأيت نفسي أتجوّل في أزقّة المدينة العتيقة.فاستوقفتني لافتة موضوعة على كناسة ،لم أكد أتبيّن محتواها  من كثرة الذباب والبعوض المتراقص حولها..فاقتربت منها وبعد عناء وجهد،تمكنت من قراءتها ،فوجدت فيها ما يلي :
<< يا جماهير أمّتنا العربية في كل مكان..ببالغ الفرح والسرور ننعى بل نزفّ إليكم هلاك النظام العربي الرسمي الجاثم على صدورنا منذ جيلين أو أكثر.
وسيتم التشييع ليلا ودون مراسم بسبب تعفّن الجثة..
وسيكون الدفن في مقابر التاريخ ،في أسفل الهاوية..
أمّا التعازي فتقبل حصرا في الأماكن التالية:
1-    البيت الأبيض الأمريكي
2-    الكنيست الإسرائيلي
3-    الإتحاد الأوربي
وللراغبين في إرسال برقيات التعازي ،الاتصال بإحدى سفارات الدول المعنيّة.
ولمزيد الإطلاع على خصال الفقيد وسيرته وإنجازاته يمكنكم زيارة الموقع التالي:
 >>www.alhawiya.com

ففزعت لهول ما قرأت، وغادرت مسرعا قبل أن يراني أحد..
استدراك:
عذرا يا أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو..فهذا مجرد حلم..


ما قل ودل (05): بلد المليون بوليس.. !!!
لئن كان الأمن مطلبا ضروريا وحاجة أساسيّة يجب توفيرها وإشباعها من أجل استقرار المجتمع وتطوره وتنميته وازدهاره.. !، إلاّ أنّه عندما يتجاوز هذا الإشباع حدوده الطبيعية و المعقولة والضرورية فإنّه قد يصبح نقمة وبلاء بل كارثة على البلاد والعباد..
وأنا أعرف بلدا عربيا متوسطيا لا يتجاوز عدد سكّانه بضعة ملايين . إلاّ أنّ عدد رجال الأمن فيه، (فرقا وتشكيلات وإداريين)، ربما تجاوز المليون عون.. ! 
ولقد أدّت هذه التخمة الأمنيّة بهذا البلد إلى الشقاء والفقر والتبعية وغيرها من الآثار الكارثيّة والمضاعفات..
وبلغة الأرقام: إذا كان متوسط الراتب الشهري لعون الأمن في هذا البلد يبلغ حوالي (500 دولار أمريكي)، فإنّ مجموع رواتب الأعوان يبلغ (1مليون x 500 دولار= 500 مليون دولار شهريا).ويكون المجموع السنوي (6 مليار دولار).
وإذا أضفنا إلى ذلك المصاريف المختلفة لهذا القطاع (من مركبات ومستلزماتها،وأبنية وتوابعها،وطاقة وغيرها)،فإنّ هذا الرقم ربما قفز إلى (10 مليار سنويا).
وإذا علمنا بأنّ موازنة هذا البلد لا تتجاوز (30 مليار دولار) في أحسن التقديرات،فإنّ حجم المفارقة يتبيّن بوضوح... !!!
وبالنظر إلى كون الأمن يُعد من القطاعات الخدماتيّة غير المنتجة ،فإنّه يعتبر عبئا ثقيلا على بقية القطاعات المنتجة (كالزراعة والصناعة).
وهكذا يتجلّى حجم الكارثة حيث أنّ ما يتبقى من الموازنة بالكاد يكفي لتسيير مرافق الدولة المتبقية ،ممّا يضطرّها للتداين ثم التداين لسد العجز المتراكم في الموارنة.
وإذا علمنا بأنّ إعادة توزيع الدخل القومي أو الوطني في هذا البلد، تخضع لاعتبارات خاصّة.حيث تستأثر فئة قليلة من الناس(ربما لا تتجاوز نسبتها واحد بالمائة من مجموع السكان)، على ما يقارب من (سبعين بالمائة من الدخل العام).فإنّ البلاء الذي يحلّ بهذا الشعب المسكين، الواقع بين مطرقة الأمن وسندان الفئة التي تمتصّ جهده وقوته، يصبح كارثيا.فيعجز حتى عن التعبير عن وجعه،بسبب خوفه من بطش هذه الطغمة وغطرستها..
وبين ذين وذين تتواصل التغطية الأمنيّة الشاملة لتقضي على أي محاولة للخروج من هذه القبضة الحديديّة،باستعمال واستيراد كافّة السبل والوسائل (المشروعة وغير المشروعة) ،ومنها الإرهاب والحرب الإستباقيّةعليه وهو أحد أهم مبتكراتها بل وخدعها.. !!
وأمام تصاعد حالات التذمّر والتململ والغليان الشعبي المتصاعد،فإنّ رد الحكومة العتيدة ،يكون بمزيد من الانتدابات في قطاع الأمن والشرطة.. !!
وهكذا تصبح المعادلة على الشكل التالي:تغطية أمنية شاملة تؤدّي إلى  مزيد ثم مزيد ثم مزيد من هذه التغطية إلى ما شاء الله.. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

ما قل ودل (06): التزوير الديمقراطي... !!
إنّ النتائج الأولية التي تصدرها مفوضية الانتخابات العراقية تظهر تقدما لقائمة العراقية برئاسة إياد علاوي.وإنّ من يعرف هذا الأخير وتاريخه،ويعرف الخارطة السياسية العراقية ،وحجم الكيانات المتنافسة،يتبين بدون أي مجال للشك حجم المغالطة في هذه النتائج.وحسب تقارير بعض المراقبين المطلعين والمتابعين للشأن العراقي،فإن بعض موظفي المفوضيّة المكلفين بالإشراف على إدخال البيانات إلى الحواسيب قد تلقوا تدريبا خاصا(... !!) على أيدي خبراء أمريكيين في عمان بالأردن.
وتتضمن هذه الدورة التدريبية أحدث الطرق والوسائل للتلاعب بالنتائج بطريقة ذكية للغاية،استطاعت أن تضاعف نتائج إحدى القوائم،وتجلب إليها ما يزيد عن نصف المقاعد التي كانت تؤملها في أحسن الإحتمالات وأفضلها،في محاولة منها إلى ترجيح كفة هذه القائمة على غيرها.
لكن المثير في الموضوع أنّ حجم هذه المغالطة قد تجاوز النسبة التي يمكن للشارع العراقي تقبلها أو هضمها، ممّا قد تسبّب في حالة من التذمر العام الذي يوشك أن يهدّد العملية برمّتها.بعد أن أحس الناخب العراقي بأن صوته قد سرق منه في وضح النهار وبأحدث الأساليب الفنية..
والذي يتابع مجريات هذا الشارع  يلامس هذا السخط  والغضب على هذه (القشمرة ) و(الضحك على الذقون)..





ما قل ودل (07): بين العولمة والعالمية
..وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا… ( الحجرات :13)
ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إنّ في ذلك لآيات للعالمين.. (الروم:22)
العولمة على الصعيد الثقافي تلغي الفوارق والخصوصيّات وتفرض النمط الليبرالي بما يعنيه من انغماس في الملذات وارتكاس وانتكاس في مسيرة الإنسان.مصداقا لقوله تعالى ثم رددناه أسفل الأسفلين..
مع العولمة لا تكامل ولا تصاعد ولا قيم بل حتى إنسانيّة الإنسان تصبح لفظا خاويا بلا معنى أو عنوان بلا معنون.
مع العولمة ينطلق الإنسان في مسار تنازلي ويفقد أي تطلع أو التفات إلى ما وراء شهوات الجسد..
مع العولمة تفقد الروح معناها ويصبح الحديث عنها ضربا من التخلف والهذيان..
أما عالميّة الإسلام فتعني الحرية والكرامة و احترام الآخر بثقافته وخصوصياته..
العالمية تعني النظرة الشمولية التوحيدية دون صهر الآخرين أو إذابتهم ضمن قوالب جاهزة.
في الآية الكريمة جعل التعارف غاية وهدفا من التنوع .والتعارف يستبطن المعروف والتعاون والتوادد والتراحم والمحبة..
فعالية الإسلام تعني الرحمة والمحبة والتعاون والسلام..

ما قل ودل (08): حول "التعصب الديني و المذهبي"
التعصب هو نمط من السلوك يتصف بالتحيز الظاهر، و الميل الشديد الذي يتداخل فيه و يتمازج العامل النفسي مع العامل الذهني. و يتمحور حول شيء ما، إما تجاه فكرة أو مبدأ أو معتقد، و إمّا تجاه شخص أو عشيرة أو جماعة، و بشكل يكون ظاهرا و منكشفا عند الآخرين.
و التعصب هو أحد أشكال السلوك الذي يصدر من الإنسان، لكنه سلوك منبوذ لا يحبذه العقلاء و الحكماء من الناس.
و هذا الشكل من السلوك يصدر من الإنسان مهما كانت عقيدته و انتماؤه الديني،و بغض النظر عن المستوى المدني و الحضاري للإنسان، و بالتالي فإن التعصب لا ينبغي أن يتحدد و ينحصر بدين معين، و لا بمستوى حضاري أو علمي أو اقتصادي محدد.
و تتجه أغلب الدراسات المعاصرة حول التعصب إلى اعتباره موقفا طبيعيا لدى الإنسان، فهو كائن متعصب و إنما يكتسب التسامح بالتعلم و الذكاء و الضرورة لأنه محتاج للعيش و التعامل مع الآخرين ." فلا بد من تدجين مشاعره العدوانية لأنه لا يستطيع أن يعيش في حالة حرب كل يوم."
على أنّ خطورة التعصب تكمن حينما يتحول إلى اتجاه عند الإنسان وفي المجتمع.
ومفهوم الإتجاه في تحليل علماء النفس،يتكون من ثلاثة أبعاد مترابطة هي:
المكون المعرفي و يقصد به المفاهيم و التصورات والمعتقدات، و المكون الوجداني و يقصد به المشاعر الوجدانية الداخلية، والمكون السلوكي و يقصد به الميول و الاستعدادات السلوكية.

و التعصب المذهبي:
نمط من السلوك الذهني و النفسي يتصف بالتحيز الظاهر و الميل الشديد لمذهب من المذاهب، و يكون ناظرا إلى باقي المذاهب الأخرى الموجودة في المجتمعات الإسلامية، إما بنوع من التفكير السيئ، و إما بنوع من الإتجاه السلبي، و إما باتخاذ موقف عدائي يكون ظاهرا و منكشفا للآخرين.
و المشكلة في التعصب المذهبي، يَكمن في طريقة الفهم و النظر و التعامل مع باقي المذاهب الأخرى، إما بإظهار العداء لها، و إما بالاستنقاص منها، و إما بتشويه صورتها، و على أساس الجهل و نقص المعرفة بهذه المذاهب، أو عدم العناية ببذل الجهد في تكوين المعرفة بهذه المذاهب.
و كغيره من المجتمعات الإنسانية، عرف المجتمع الإسلامي أنماطا عديدة من التعصب، منها التعصب المذهبي و هو أحد أكثر أنماط التعصب بلاء و صدورا في المجتمعات الإسلامية.
على أن التعصب لا يظهر عادة إلا في ظل تأزمات فكرية و يكون هو أحد تجلياتها.
و ما ذلك إلا لأن التعصب لا ينشأ من الدين أو المذهب، و إنما من الفكر الذي يكوّن المعرفة بالدين أو المذهب.
و يمكن القول بأن التعصب المذهبي إنما ظهر و عرف في المجتمع الإسلامي إلا في ظل تأزمات فكرية، تسببت في قطيعة و كرست انغلاقا بين أتباع المذاهب الإسلامية، و اشتدت هذه الخطورة حين اتصلت التأزمات الفكرية بالمصالح السياسية.
آثار التعصب المذهبي:
للتعصب المذهبي آثارا خطيرة في المجتمعات الإسلامية، فقد كرّس الفرقة و الخصومة و الانقسام في هذه المجتمعات، و تسبب في إشاعة ثقافة الكراهية و البغضاء بين الناس، و عزّز القطيعة و الانغلاق بين أتباع المذاهب الإسلامية، و أحدث ضعفا و خلخلة في بنية و مؤسسات هذه المجتمعات، و أعاق نموها و تطورها، و شل إرادتها و قدرتها على التقدم و النهوض، و حجب عنها النظر إلى المستقبل بأمل واعد.كما أنّ التعصب المذهبي يصيب المجتمعات بالمرض، و يحولها إلى مجتمعات مريضة، يغلب عليها الضعف و الفتور و الاحتقان.
يضاف إلى ذلك أن التعصب المذهبي هو أشبه بالتلوث الذي يصيب المجتمعات، و يكون أشد خطورة من التلوث البيئي، و تنبعث منه الروائح الكريهة، و ترتفع فيه الأدخنة السوداء.
(المصدر: مجلة رسالة التقريب العدد 73 بتصرف)


ما قل ودل (09):قمة الخزي والعار والفضيحة.. ‼ .
قيل الكثير عن هذه القمة ، نقدا وتحليلا وتوصيفا، ولعلني لن آتي بجديد حين أزعم بأنها من أتفه وأفشل وأسوأ القمم العربية على الإطلاق..
ولكن ما رأيكم لو نظرنا للأمر من زاوية أخرى، إذ أن هذه القمة ستصبح  حينها من أنجح القمم وأفضلها و أصدقها على الإطلاق أيضا… ‼ 
كيف لا وقد أزاحت أي شك أو شبهة قد تحوم حول النظام العربي الرسمي ودوره المزعوم..
 و أزالت أي مراهنة ممكنة أو متوقعة أو محتملة عليه. كما كشفت سوأة ما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي وفضحته وأشهرت إفلاسه..
وبالمقابل فإنها أكدت،من حيث لا تشعر ولا تريد، على مبدأ المقاومة ونهجها  كخيار استراتيجي  لحسم الصراع، بعد أن فشلت جميع المراهنات والمساومات والتسويات في حله..
وهكذا فإن هذه القمة تعتبر نقطة تحول في تاريخ النظام العربي الرسمي ومؤشرا لبداية تحولات جذرية قد تطال جوهره هذه المرة، بعد أن اقتصرت في السابق على مظهره الخارجي وصورته.
 كما تعتبر مفصلا أو فاصلة بين مرحلتين من تاريخه:
الأولى سمتها الكذب والخداع والمراوغة، والثانية الافتضاح والانكشاف وسقوط القناع..
فأي زاوية تختارون فإن النتيجة،بحمد الله،واحدة.. !!!




                                                                                                                                                              III.            للنقاش
 (مجموعة مقالات قصيرة تتضمن مواضيع مطروحة للحوار..)
للنقاش (01):حقوق المرأة في تونس بين الوهم والواقع.. !!!
إنّ الحقوق والامتيازات التي تتمتع بها المرأة التونسية ، مقارنة بمثيلاتها  العربيّات والإفريقيّات ،تعدّ بلا شك  معلما بارزا في تاريخ تونس الحديث و نهضتها.
لكن بالمقابل فإنّ هذه الإنجازات لم تأت نتيجة نضالات أو حاجات ،وإنّما هي منحة تشريعية أتت لدواعي سياسية صرفة،وقد تم استيرادها وإسقاطها على واقع مغاير،دون مراعاة حاجات هذا الواقع الفعلية ولا حيثيّاته و خصائصه ومكوناته الدينية والثقافية والحضارية.
فأتت هذه التشريعات منبتّة عن واقعها لم تراع فيها الحكمة ولا الحاجة ولا التدرّج الطبيعي والتشريعي..
وأدّى ذلك كلّه إلى أزمات وإشكالات خطيرة وعميقة لا تزال تلقي بظلالها القاتمة على مجتمعنا ،وعلى أكثر من صعيد..
 حتى أنّه يمكن القول بأنّ ما تتباهى به المرأة التونسية اليوم من حقوق وامتيازات ليس في حقيقته وواقعه سوى أوهام وسراب..
انظروا مثلا إلى حال الأسرة التونسية، وقضايا الطلاق، والعزوف عن الزواج، والبطالة والانحلال الأخلاقي والفساد وغيرها من المشكلات:الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية والإنسانية والسياسية..و..و
إنّ هذه المشكلات في واقعها ما هي سوى تمظهرات وتجليّات لهذه الحقيقة المرّة..
فلا تذهب بكم أو بكن الظنون، ولا تنخدعن بالأقوال..
للنقاش(02):المدرسة الوهابية بين الديانة والمذهب..
بعد سلسلة من الدراسات(1) والبحوث العميقة والمتخصصة والمقارنة والميدانية وحتى الزيارات الخاصة والمباشرة لبعض المراكز العلمية والمقابلات مع بعض العلماء والشيوخ المحسوبين على المدرسة الوهابية أو السلفية، توصلت إلى النتيجة التالية:
أ- أن هذه المدرسة:
-لا تمت بصلة إلى أهل السنة والجماعة،
- بعيدة كل البعد عن روح الإسلام،
- خارجة عما أجمعت عليه الأمة،
- مخالفة لجميع المذاهب المعتبرة،
- وأن اعتبارها من ضمنها (أي المذاهب)يعد مسامحة،
- وأنها أقرب إلى الديانة (على غرار البهائية أو القاديانية أو غيرها)،منها إلى المدرسة أو المذهب..
ب - أن الأقصى الشريف ليس وحده الواقع تحت نير الاحتلال الصهيوني الغاشم، بل إن أقدس مقدسات المسلمين (الحرمين الشريفين)، لا يزالان يرزحان تحت الهيمنة الوهابية، وهي ديانة بعيدة عن الإسلام وروحه غريبة عن عقل الأمة وفكرها ووجدانها..
ج- أن هناك قاسما مشتركا بين الوهابية والصهيونية، وهذا الأمر أوضح من أن يخفى..

ولسائل أن يسأل:ما هي ثمرة هكذا مواضيع، وما هي فائدتها..؟ ألا يعد ذلك مخالفا لتعاليم الدين الداعية للوحدة ونبذ الفرقة بين المسلمين..؟؟
والجواب:إن الوحدة بين المسلمين لا يمكن تحقيقها بمجرد الكلام أو ترديد الشعارات ولا بالتغاضي عن الأمراض والأوبئة التي تنخر جسم أمتنا وتمنعها من النهوض والانطلاق نحو غاياتها وأهدافها المنشودة،وتحول بينها وبين أداء دورها المقدس في قيادة سفينة البشرية وإرساء قيم العدل والمساواة والسلام والتسامح في العالم..
وإن من بين الأمراض والعلل التي ابتليت بها أمتنا ولا تزال، هذه الطائفة وفكرها وسلوكها الذي أصبح مثار اشمئزاز العقلاء ونفورهم وسخطهم، في أغلب بلاد العالم، من الإسلام نفسه، ظنا منهم بأن هذا هو الإسلام خاتمة الأديان ومنقذ البشرية من عبادة الأوثان.. !!
وحري بكل عاقل غيور لا تأخذه في الله لومة لائم،أن لا يسكت على هذا الوضع الخطير،و أن لا يدع هذا العدو الذي يفتك بأمتنا من الداخل،و يدمر أقدس وأجمل وأعظم ما تملك خير أمة أخرجت للناس.. !!!
على أن التشخيص وحده لا يكفي للحيلولة دون تطور هذا المرض و استفحاله، بل لا بد من النهوض لمقاومته بكل الوسائل الممكنة، ومنها حملات التوعية والتطعيم الفكري والثقافي..وذلك أضعف الإيمان.. !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)- ترقبوا افتتاح صفحة خاصة ،إذا سمحت بذلك إدارة الفيس بوك  طبعا،يتم من خلالها استعراض مجموعة ضخمة من الأدلة والنصوص والوثائق التي تلقي الضوء على الوهابية ،منذ نشأتها إلى زوالها الحتمي إن شاء الله تعالى..

عندما يفصح" الفيس بوك" عن هويّته... !!!
منذ أيّام قلائل فوجئ مستخدمو هذا الموقع الاجتماعي الكبير ،بوجود صفحة جديدة تحمل اسم "الله"،ادعى صاحبها الإلوهية،وأخذ بنشر آيات ألّفها ،أو بالأحرى استنسخها عن آيات قرآنيّة معروفة.
وللوهلة الأولى كانت الفكرة أقرب إلى العبث والجنون،بل هي نوع من العربدة "الفايسبوكيّة"المستهجنة.
ومن يتصفح التعليقات المدونة على هذه الصفحة،يلاحظ مدى تفاهتها ولغويّتها،ويستنتج بأنّها إنّما أنشئت لغاية اللهو واللعب والاستفزاز.
والظاهر أن منشئ هذه الصفحة قد وجد ضالته في ذلك وأخذ يستمتع بهذا التفاعل الواسع و هذا الوابل من الردود المستنكرة والغاضبة.
ويلاحظ بأنّ معظم هذه التعليقات والاحتجاجات قد اتخذت شكلا سوقيا واعتمدت ألفاظا بعيدة عن الدين والأدب والحياء،وهي أقرب إلى العنف الجنسي اللفظي،ممّا يعكس أزمة حادّة في الأخلاق داخل قطاع واسع من الأمّة..
ورغم صيحات الاحتجاج على هذه الصفحة المسيئة لمقدسات المسلمين،بل وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى،والمطالبة بإغلاقها،فإنّ إدارة "الفيس بوك"لم تحرك ساكنا،بل بالعكس،فإنّها قد قامت بتشجيعها ولو بشكل غير مباشر ومن طرف خفي، لأنّها ربما تعتبرها مفيدة بالنسبة لها وعلى أكثر من صعيد،لاسيما وأنّها تدرّ عليها الكثير من الربح المادي والمعنوي.. !!!
هذا رغم مسارعتها في العادة إلى حجب صفحات نقابيّة وسياسية ودينية تعتبرها مزعجة لبعض الحكومات أو الكيانات التي تربطها معها علاقة وثيقة... !،ممّا يرجّح فرضيّة كون هذه الشبكة أو الموقع ،ما هي سوى أداة استخباراتية متطورة ومتقدمة تعمل لحساب أعداء الأمة و الإنسانية من الإمبرياليين والصهاينة المتأمركين..
هذا وللحديث بقية...
حول الدور الإستخباراتي المشبوه للفيس بوك ... !!!

لا يستطيع أحد إنكار الدور الكبير الذي يقوم به هذا الموقع الاجتماعي العملاق.إن على صعيد التواصل والعلاقات (الافتراضية)،أو على مستوى الخدمات والتكنولوجيا المتطورة التي يوفرها لمستخدميه،أو الآفاق الرحبة والواسعة التي يفتحها أمام مشتركيه، أوفي مجال الحراك الثقافي والأدبي والسياسي الذي أسهم في تنشيطه و تفعيله..

لكن رغم ذلك فإنّه لا يمكن التغاضي عن الدور المشبوه الذي تلعبه هذه الشبكة العالمية الواسعة الانتشار.
لا سيما وأنّ الكثير من الوقائع المتتالية أتت لتؤكد هذا المنحى أو الاتجاه.(وآخرها موضوع الصفحات المسيئة للإسلام و المسلمين،بل ولجميع الديانات).
ولا تزال بين الفينة والأخرى تتصاعد الدعوات المحذرة، من هذا الدور الخطير، وعلى أكثر من صعيد ومن أكثر من جهة..
فلقد أعلنت صحيفة "الحقيقة الدولية"أنّ هذا الموقع يعدّ ساحة خلفيّة للاستخبارات الإسرائيلية، وأنّها تستخدمه لتجنيد جواسيس..
كما نشرت"مجلة إسرائيل"اليهوديّة (التي تصدر من باريس)ملفا بهذا الخصوص، وأثبتت بالأدلة والوقائع
أنّ هذا الموقع يسهل عمل الاستخبارات الإسرائيلية ويقوم بتجنيد العملاء والجواسيس لصالحها..
وذكرت صحيفة "الانتقاد" اللبنانية أن ملف الصحيفة الفرنسية تضمن معلومات عن أحدث طرق الجاسوسية التي تقوم بها كل من المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأمريكية عن طريق أشخاص عاديين لا يعرفون أنهم يقومون بمثل هذه المهمة الخطيرة، حيث يعتقدون بأنهم يقتلون الوقت أمام صفحات الدردشة الفورية واللغو في أمور قد تبدو غير مهمة، وأحيانا تافهة أيضا ولا قيمة لها.
وكشف تقرير الصحيفة اليهودية الصادرة من فرنسا الكثير من المعلومات السرية والهامة عن الموقع بعد تمكن المجلة من جمعها عبر مصادر إسرائيلية وصفتها المجلة بـ "الموثوقة"، وأفزع الكشف عن هذه المعلومات حكومة إسرائيل ودوائرها الدبلوماسية، لدرجة اتهام السفير الإسرائيلي في باريس المجلة اليهودية بـ "كشف أسرار لا يحق لها كشفها للعدو"، وهو ما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بوجود جهاز مخابراتي اسمه "مخابرات الإنترنت".
ويطرح تقرير المجلة اليهودية المزيد من الشكوك حول استفادة إسرائيل من الكم الهائل من المعلومات المتاحة عن المشتركين من العالمين العربي والإسلامي وتحليلها وتكوين صورة استخباراتية عن الشباب العربي والمسلم.
والخطير في الأمر هو أن الشباب العربي يجد نفسه مضطراً تحت اسم مستعار دون أن يشعر إلى الإدلاء بتفاصيل مهمة عن حياته وحياة أفراد أسرته ومعلومات عن وظيفته وأصدقائه والمحيطين به وصور شخصية له ومعلومات يومية تشكل قدراً لا بأس به لأي جهة ترغب في معرفة أدق التفاصيل عن عالم الشباب العربي.
و أكد تقرير "الحقيقة الدولية" الذي كان تحت عنوان "العدو الخفي" أن الثورة المعلوماتية التي جعلت من عالمنا الواسع قرية صغيرة رافقتها ثورات أخرى جعلت من تلك القرية محكومة من قبل قوة غير مركزية أقرب ما تكون إلى الهلامية، تؤثر بالواقع ولا تتأثر به.
وأضاف تقرير الصحيفة: "أن الانترنت التفاعلي شكل بعد انتشاره عالميا، واحدا من أهم أذرع تلك القوة اللامركزية التي بدأت بتغيير العالم بعد أن خلقت متنفسا للشباب للتعبير من خلاله عن مشكلات الفراغ والتغييب والخضوع والتهميش، والتمدد أفقيا وبصورة مذهلة في نشر تلك الأفكار والتفاعل معها عربيا ودوليا".
وأشارت الصحيفة الأردنية إلى أن اللجوء إلى تلك القوة بات من المبررات المنطقية لإحداث التغيير الذي يلامس الواقع الشعبي وربما السياسي، كما حصل في مصر بعد دعوات للعصيان المدني نشرت على موقع "الفيس بوك" والدعوات للإضراب في مصر ..
وذكر تقرير الصحيفة أن هناك شعورًا عربيًا باستفادة إسرائيل من الكم الهائل من المعلومات المتاحة عن المشتركين من العالمين العربي والإسلامي التي توجد في موقع "فيس بوك" وتحليلها وتكوين صورة استخباراتية عن الشباب العربي والمسلم تستطيع من خلالها تحريك الشارع العربي.
وأضاف التقرير أن إسرائيل تستفيد من التكنولوجيا التفاعلية والمعلوماتية لتحقيق أهدافها، والشباب العربي والإسلامي بدون علم يتحول إلى جواسيس ويقدمون معلومات مهمة للمخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية دون أن يعرفوا لاسيما وأن الأمر أصبح سهلا حيث لا يتطلب الأمر من أي شخص سوى الدخول إلى الانترنت وخاصة غرف الدردشة


(يتبع)


الدور الإستخباراتي المشبوه للفيس بوك /(ج2)... !!!

..ولم ينته الموضوع عند هذا الحد بل بدأ الجميع في البحث عن وجود جهاز مخابراتي اسمه "مخابرات الانترنت ".
ويقول( جيرالد نيرو) الأستاذ في كلية علم النفس بجامعة بروفانس الفرنسية، وصاحب كتاب "مخاطر الانترنت":
إن هذه الشبكة تم الكشف عنها، بالتحديد في ماي2001 وهي عبارة عن مجموعة شبكات يديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث وخصوصا المقيمين في دول الصراع العربي الإسرائيلي إضافة إلى أمريكا الجنوبيةويضيف: ربما يعتقد بعض مستخدمي الانترنت أن الكلام مع الجنس اللطيف مثلا، يعتبر ضمانة يبعد صاحبها أو يبعد الجنس اللطيف نفسه عن الشبهة السياسية، بينما الحقيقة أن هكذا حوار هو وسيلة خطيرة لسبر الأغوار النفسية، وبالتالي كشف نقاط ضعف من الصعب اكتشافها في الحوارات العادية الأخرى، لهذا يسهل تجنيد العملاء انطلاقا من تلك الحوارات الخاصة جدا، بحيث تعتبر السبيل الأسهل للإيقاع بالشخص ودمجه في عالم يسعى رجل المخابرات إلى جعله عالم العميل..
ولا تخفى تجربة الكيان الصهيوني في الاستفادة من التكنولوجيا المعلوماتية على أحد، فأجهزتها الأمنية والمخابراتية صاحبة باع طويل في هذا المجال وثرية بطريقة تجعلها قادرة على جمع ما تريد من معلومات في أي وقت عن الشباب العربي الذي يشكل النسبة الأكبر ويعد الطاقة في أي مواجهة مستقبلية.
ونتيجة لذلك، بات الشباب العربي والإسلامي جواسيس دون أن يعلموا ويقدمون معلومات مهمة للمخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية دون أن يعرفوا، لاسيما وأن الأمر أصبح سهلا حيث لا يتطلب الأمر من أي شخص سوى الدخول إلى الانترنت وخاصة غرف الدردشة،والتحدث بالساعات مع أي شخص لا يعرفه في أي موضوع حتى في الجنس معتقدا أنه يفرغ شيئا من الكبت الموجود لديه ويضيع وقته ويتسلى، ولكن الذي لا يعرفه أن هناك من ينتظر لتحليل كل كلمة يكتبها أو يتحدث بها لتحليلها واستخراج المعلومات المطلوبة منها دون أن يشعر هذا الشخص أنه أصبح جاسوسا وعميلا للمخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية.
ويشار إلى أن هناك العديد من الجهات في كيان العدو الصهيوني التي تقوم برصد ومتابعة ما يحدث في العالم العربي.وفي الماضي استطاعت من خلال تحليل صفحة الوفيات بالصحف المصرية خلال حروب 56 و 67 و 73 جمع بيانات حول العسكريين المصريين ووحداتهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية وهو ما أدى إلى حظر نشر الوفيات الخاصة بالعسكريين في فترة الحروب إلا بعد الموافقة العسكرية. وكانت مصادر إسرائيلية أشارت بأن تحليل مواد الصحف المصرية ساهم في تحديد موعد بدء حرب 1967 عندما نشرت الصحف تحقيقا صحافيا ورد فيه أن الجيش يعد لإفطار جماعي يحضره ضباط من مختلف الرتب في التاسعة صباحا يوم 5 جويلية  1967 .

والملفت في العدو الجديد، أو الشبح العنكبوتي المعروف الأهداف والذي يتنامى تأثيره في ظل المخطط المسيحي المتصهين الذي يشرف عليه قادة البيت الأبيض ويهدف إلى تحقيق النبوءات التوراتية المزيفة بإقامة الدولة اليهودية الكبرى من خلال تفجير الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية وصدام الحضارات بين الشرق والغرب بتصعيد الحملات المسيئة إلى الإسلام ورموزه،أنه تمكن من دارسة واقع الشباب العربي والإسلامي من خلال دخولهم اليومي على شبكة الانترنت، ورصد التناقضات التي يعتقد أنه سيتمكن من خلالها تفجير الخلافات والصراعات الداخلية في الدولة الواحدة وتفتيت المنطقة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وإضعافها وصولا إلى المبتغى المشبوه.
و هكذا تحولت أدوات الاحتلال والتغيير التي كانت تملكها القوى العظمى من تلك التي عرفها العالم طوال السنوات الماضية إلى أدوات جديدة تجعل من تلك القنوات التفاعلية على الشبكة العنكبوتية وسيلة مؤثرة تتحكم بها في الوصول إلى التغييرات المطلوبة، وبات الأمر لا يحتاج إلا إلى أفكار ودعوات تنشر عبر موقع مثل "الفيس بوك" تديره الأجهزة الأمنية الأمريكية والصهيونية.

وتسهيلا للمهمة أو المهام بدأ موقع الفيس بوك الذي ينضم إليه أكثر من مليون عضو شهريا، بطرح المعلومات المتعلقة بأعضائه علنا على محركات البحث على الانترنت مثل "غوغل" و"ياهو" .
وعلق خبير تكنولوجيا المعلومات  ( اوم مالك)على ذلك بالقول:
"هذه الخطوة تحول فيس بوك،من شبكة اجتماعية خاصة إلى ما يشبه الصفحات الصفراء على الانترنت،ويهدف "فيس بوك" من هذه الخطوة إلى الدخول المبكر في السباق لبناء دليل إلكتروني عالمي يحتوي على أكبر قدر ممكن من المعلومات والتفاصيل الشخصية مثل السير الذاتية وأرقام الهواتف وغيرها من سبل الاتصال بالشخص، وهوايات الأعضاء وحتى معلومات عن أصدقائهم،ما قد يعود بأرباح كبيرة على الموقع..
ولا يخفى ما تنطوي عليه هذه الخطوة من مخاطر على الأعضاء، من جهة كونها تعرض خصوصياتهم وأسرارهم الشخصية للانكشاف، وتجعل منها سلعة تباع وتشترى..

وأخيرا لا يظننّ القارئ الكريم  بأن هذه الأسطر دعوة للهروب أو الانعزال أو السلبية  أو نبذ المنجزات العلمية والتكنولوجية،وإنّما هي  مجرد محاولة للتحذير من الآثار السلبية والمخاطر التي ينطوي عليها الاستخدام الساذج لمثل هذه الشبكات الاجتماعية،ودعوة إلى ترشيد الاستعمال والاستهلاك والتوجه به ومن خلاله نحو القضايا الهامّة والمصيرية للمجتمع والأمة،واجتناب هدر الطاقات والوقت والعمر فيما لا يعني..
الفيس بوك: من المستفيد من الصفحات المسيئة للإسلام والمسلمين...؟؟؟

منذ أيام تم في القاهرة توقيع اتفاقية الشراكة بين فيس بوك و "كونكت آدز" إحدى شركات "لينك دوت نت"،المملوكة لرجل الأعمال المصري نجيب ساو يرس.
وخلال حفل التوقيع صرّح( بليك تشاندلي)، نائب رئيس شركة الفيس بوك للشرق الأوسط، والرجل المهم في إدارة الموقع العملاق، ، بأن إدارة الفيس بوك تسعي إلي حظر نشر المواد الإباحية، مؤكدا أن الموقع يقوم عبر وسطائه في مصر والدول الأخرى، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، لعرض ملفات الشخصيات السياسية والمعارضة، ورصد المواد التي قد تمثل إساءة للأديان.
وقد جاءت هذه التصريحات لتؤكد بأن الفترة المقبلة هي مرحلة جني أرباح الانتشار السريع للموقع،وذلك عن طريق جذب إعلانات للموقع من المناطق المستهدفة، وعلى رأسها مصر والدول العربية، وبالطبع فإنّ إدارة الموقع تعرف بأنّ الحصول علي هذه الأرباح، له ثمن يجب دفعه فورا، وهو تخفيض سقف الحرية، وفرض المزيد من القيود علي المستخدمين، وهو ما تم الاتفاق عليه بالفعل مؤخرا، في اتفاقية الشراكة المذكورة.
ورغم أن هذه الاتفاقية تتناقض  مع مفهوم الفيس بوك كموقع تقوم فكرته، علي مشاركة المستخدم في بناء الموقع بصورة شبه كاملة، حيث يوفر الموقع الأدوات للمستخدمين، ليحرروا محتوى الموقع بكل حرية، ويعبروا فيه عن شخصياتهم وأحلامهم، وفي نفس الوقت يوفر الموقع للمبرمجين، الأدوات لكي يضيفوا إليه المزيد من التطبيقات، وقد يحددون بأنفسهم سياسات الموقع،فإن إدارة الفيس بوك ،لا ترى حرجا في ذلك ... !(لأن الأمر هذه المرة يتعلق بالعرب والمسلمين)
مع العلم بأن مفهوم حرية المستخدمين والمبرمجين في التعامل مع الموقع، قد أكد عليه تشاندلي في مؤتمر بأوروبا، قبل أسابيع قليلة من حضوره إلى القاهرة، كما أنه نفس المفهوم الذي تحدث عنه لاحقا، في حوار مع قناة "نايل تي في"، في أعقاب المؤتمر الصحفي الذي أعقب التوقيع، لكنه تناول بوضوح أكثر، الجانب السياسي للموقع، قائلا إن <<الفيس بوك يؤثر سياسيا ليس في مصر فقط، وإنما في كل دول العالم، حتى الولايات المتحدة نفسها>>، مضيفا أنه يعتقد أن السياسيين في جميع أنحاء العالم، يشعرون بالاضطراب تجاه الموقع، ويحتاجون المزيد من الوقت، ليستطيعوا فهمه كإحدى أدوات العمل السياسي.
ويوحي اختلاف الخطاب الذي اعتمده تشاندلي، في المؤتمر الصحفي، والذي بدا فيه أكثر حدة، وبين الخطاب الأكثر دبلوماسية له في قناة "النايل تي في"، بأنه كان يقوم بنقل رسالة واضحة، بأن إدارة الفيس بوك، تنوي تجنب المشاكل مع الحكومات العربية، وخاصة الحكومة المصرية، التي شكل الموقع صداعا مزمنا لها، قبل أن يتم التوصل إلي الاتفاق الرسمي بين الشركة الأم و"كونكت آدز"، التي ستتولى العمل كممثل رسمي للموقع في 16 دولة من دول المنطقة، وهو ما يعني أن إدارة الفيس بوك تفهمت أن للمنطقة العربية ظروفها الخاصة، والتي تجعل أدوات الإعلان التي يوفرها الفيس بوك لعملائه بشكل مباشر، أو بدون وسيط في كل أنحاء العالم، غير مجدية مع نوعية العملاء المستهدفين.
وهكذا فحتى الهامش البسيط  من الحرية الافتراضية ،التي تمتع بها المستخدمون العرب لهذا الموقع الاجتماعي العملاق، والذي شكل متنفسا عن حالة الكبت و الإحباط والتهميش السياسي والاجتماعي الذي يعيشونه، قد أزعج ولاة الأمور عندهم ،فقايضوا وسعوا لخنقه ومحاصرته،ولو كان الأمر بيدهم لعاجلوه وأقاموا عليه الحد.. !!
على أن الشريك المصري الجديد "كونكت آدز"،ظل يعمل بشكل غير رسمي مع الموقع في الشرق الأوسط، طوال السنوات الثماني الماضية، وهو ما منحه قدرة علي التعامل مع العملاء العرب وتفهم ظروفهم، بشكل أكبر من الإدارة الأجنبية، وهو ما يرجح أن تكون "كونكت آدز" نفسها، هي صاحبة الاقتراح بإعلان هذه الرسالة الضمنية، والتي جاءت في المؤتمر الصحفي الذي أعقب توقيع عقد الشراكة ، وهو العقد الذي يسهل عمل الوكيل الجديد داخل دول المنطقة.
ونظرا لحساسية الموضوع ولحجم المعارضة المرتقبة لأي إجراء من شأنه التضييق على هذه الحرية الإلكترونية أو الحد منها ،فإن الشريك المصري سعى ،ومنذ البداية، إلى القيام بخطوات استباقية تسهل له إنجاز مهمته دون مشاكل أو مضاعفات..
ويرى البعض بأن الحملات المسيئة للإسلام والأديان عموما ،و التي ظهرت في الفترة الأخيرة على صفحات الموقع، ربما تأتي في هذا الإطار..وبالتالي فإن المستفيد الأكبر من تلك المسرحية السخيفة المبرمجة والمعدة سلفا ،هو إدارة الموقع نفسها ،عبر ممثلها أو شريكها المصري.
والهدف منها هو تبرير أي خطوة استباقية لتخفيض سقف الحرية "الافتراضية" التي يمكن أن يتمتع بها مستخدمو هذه الشبكة واسعة الانتشار..
مما يعني بأن الصفحات المسيئة،التي أحدثت موجة عارمة من الاحتجاج والسخط الإلكتروني ،ربما تمت بإيعاز وإشراف من شركة "كونكت آدز" التي أحد شعاراتها:( الغاية تبرر الوسيلة)..
فإلى متى هذه الاستهانة بالمقدسات لحساب مصالح آنية وضيقة ومشبوهة...؟؟؟