الثلاثاء، 4 جانفي 2011

القدس ليست برشلونة..!




القدس ليست برشلونة








أعلن فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم أنه توصل إلى اتفاق مع مؤسسة قطر (قطر فونديشن)  كي يضع اسم هذه المؤسسة على قميصه إلى جانب شعار 'يونيسيف' وذلك مقابل 220 مليون دولار أمريكي .
وستكون هذه المرة الأولى في تاريخ الفريق البالغ 111 عاما التي يضع فيها إعلانا على قميص فريقه مقابل مبلغ مالي لأنه لا يتقاضى مقابلا من 'يونيسيف' منذ أن وضع شعارها على صدر لاعبيه عام 2006، بل إنه يدفع لهذه المؤسسة التي تتبع الأمم المتحدة وتعنى بحماية الأطفال مليوني يورو سنويا ، ويخرج مدير الفريق الاسباني ليشكر قطر ، لأنها أخرجت الفريق من أزمة مالية خانقة يمر بها ناديه .
كذلك تسعى قطر كما أعلنت مؤخرا إلى إنفاق نحو 100 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة في إطار تحضيراتها لاستضافة مونديال 2022 .

في نفس الوقت وعلى الجانب الأخر ، يصيح الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان غاضبا ، محبطا أمام أعضاء المجلس الوطني المقيمين هناك :  سأقول للعرب أن القدس بحاجة الى دعم فعلي لا خطابات وذلك في إشارة منه إلى عجزه عن الحصول على 10 ملايين دولار لتمويل توسعة مستشفى المقاصد الخيرية بالقدس مؤكدا أن المبلغ المقر من قبل قمة سرت العربية الماضية وقيمته 500 مليون دولار للسلطة لم يصل منه سنتا واحدا حتى اللحظة.
سجل يا تاريخ، 22 دولة لم ترسل دولارا واحدا للقدس المحاصرة الذبيحة، المهانة التي تحتضر ، ودولة واحدة ترسل لفريق كرة قدم لوحدها 220 مليون دولار .
سيزهو الفريق الاسباني طربا بأموال العرب وعوائد نفطه ، كما سيشتد بكاء الأقصى والقيامة ومستشفى المقاصد من الظلم الذي يلاقيه من المحتل ومن اللامبالاة التي يلاقيها من ذوي القربى .
السؤال الذي سوف يخطر على بال أي قارئ ، ترى لو رصدت الدول العربية وليس قطر لوحدها 100 مليار دولار للقدس وبغداد والخرطوم ومقديشو ، هل سيبقى فيها فقير أو عاطل عن العمل ؟
المقدسي عزام أبو السعود يقول إن إسرائيل تنفق سنويا على الأحياء الاستيطانية في الشطر الشرقي من المدينة أكثر من 500 مليون دولار بهدف تهويد المدينة وتفريغها من سكانها ومؤسساتها.
ويضيف أبو السعود بحسرة : لو أن جزءا من الأموال التي خسرها أحد الأثرياء العرب على ضوء الأزمة المالية العالمية استثمرت في مدينة القدس لأمكننا من  حماية المدينة ل 100 عام على الأقل من خطر التهويد مضيفا : أن القدس لا تطلب أموال زكاة من العرب والمسلمين ولكنها بحاجة إلى استثمار حقيقي من الأموال الفلسطينية والعربية والإسلامية .اتخيل أن احد أحفادنا في يوما ما ، قرأ وهو يراجع التاريخ ( الحاضر ) في نفس الجريدة أن دولة عربية اسمها قطر صرفت 220 مليون دولار لشعار على صدر فريق اسباني ، و100 مليار دولار لكأس العالم ، وفي نفس الوقت المجاعات والحصار والتضييق والخناق يلف المقدسات الإسلامية بالقدس ويلتهم أرضها كما أيضا في بلاد الرافدين ودول عربية أخرى ، ترى ماذا سوف يرتسم في مخيلته عن زماننا الحاضر ، ولن أكون اصدق من الإمام الشافعي عندما قال :
تموت الأسد في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب                
وذو جهل ينام علي حرير         وذو علم مفارشه التراب
      منقول عن بقايا الليل (  د. طريف عاشور) بتصرّف                              
                                                              





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق